أصدر الشاعر محمد أبو زيد المجموعة الشعرية الثالثة له تحت عنوان "قوم جلوس حولهم ماء" ويستهلها بهذه الأبيات:
حزين لأني لا أُبرئ الاكمه والأبرص
ولا أحيي الموتى
لا أخبئ الديناصورات في حقيبتي من العواصف
ليس لي جيوب أربي فيها المطر
ولا عيون أعيرها للعمي
ولا مقاعد فارغة أهديها للعاشقين
ليس لي حبيبة
ولا أصدقاء
ولا قصائد راقصة
ومحمد أبو زيد من الشعراء الشباب يعمل صحافياً في جريدة الشرق الأوسط، صدر له مجموعتين شعريتين "ثقب في الهواء بطول قامتي" و"نعناعة مريم". ويحمل الديوان كماً من الحزن والاستسلام، فهو لا يرى ما يبهج في الحياة، ويوضح الشاعر أن الحزن الذي في الديوان لا يتعامل معه كعدو، بل كصديق يستسلم له، فلم يعد يخافه، بل يلاعبه، ويضحك معه، ويجلس معه على المقهى، ويحتسي معه القهوة، يقول "الحزن أصبح تفصيلة عادية تماماً في حياتي، وفي قصائدي، أفكر كيف أتعامل معه، ما الذي يرضيه، ما الذي لا يجعله لايغضب مني، لا كيف أتخلص منه، لقد ألفته لدرجة أنني صرت أخاف انفضاضه عني!"
الديوان مقسم الى 4 أجزاء الاول "كأننا والماء من حولنا" والثاني "كم جناحاً لك يا ميرفت" "جثث قديمة" والرابع "سوف أهذي" كتب من خلالهم أبياته الشعرية عن المدينة وظلمها وحنينه للقرية وصورة العائلة وشجنه للحبيبة..وانكساره وحزنه على قيم الماضي والحاضر.
وفي قصيدته "ينادونني في الشارع يا ميت" يقول..
سوف نكبر
ونصبح مثل الذين نأسى لهم الان
سنخاف على أولادنا
وسيكرهون ذلك
لن يقوم لنا أحد في الباص
لن يساعدنا أحد في صعود السلم
ولن يدعو لنا أحد بطول العمر
ستختفي العصي
ونسقط من دونها
ستضحك المراهقات بعنف من صلعاتنا
ويدفعنا الشباب لكي نكح
حين يمر كعب عال