يبدأ هذا الشهر تصوير فيلم سينمائي ومسلسل جديد في مصر
جمال سليمان: السينما العربية حائرة بين الفن والسوق
اختلفت الآراء عما إذا كانت مشاركة الممثل السوري جمال سليمان خلال شهر رمضان ببطولة مسلسل مصري قد أضافت إلى مخزون أعماله الجادة، أم أنقصته؟ طرحت CNN بالعربية على الفنان جمال سليمان، هذه الآراء، وتحدثت عن واقع الإنتاج الدرامي العربي، وغيره، عندما حل ضيفا على المحطة العالمية، خلال زيارته لإمارة دبي، لحضور مهرجان دبي السينمائي الدولي الثالث. وفيما يأتي تفاصيل الحوار:
* لنبدأ حديثنا بتقييم عام لوضع السينما العربية. كيف تصفه؟
- للأسف لا أراه جيدا. فبعد النهضة السينمائية التي حصلت في مصر خصوصاً، في الأربعينات والخمسينات والستينات، بدأنا مع السبعينات بالدخول في السينما التجارية، وفي الثمانينات السينما العربية شبه ماتت، والآن هناك عودة للسينما العربية لكنها عودة محتارة بين الفن وبين السوق، بين أن تتكلم بجرأة عن قضايا المجتمع أو أن تجامل الجمهور، وتقدم للناس الصورة المجملة عن حياتهم. لذلك تصنف الأفلام حاليا إلى فئتين: أفلام مهرجانات، وأفلام لسوق العرض. وهذا تمييز تعسفي جدا.
* ماذا ينقص هذه الأفلام حتى تجمع بين مستوى المشاركة في المهرجانات، وإرضاء السوق التجاري؟
- للفيلم السينمائي ثلاث طرق للنجاح: إما أن يكون جريئا جدا من حيث المضمون، حتى لو أثار الشارع أو الرقيب، وإما أن يعتمد على الجنس، ويتخلله مشاهد مثيرة، وأخيرا، أن يكون متطورا جدا من حيث تقنيات التصوير والتكنولوجيا والخدع البصرية. لذلك على صانع الفيلم أن يختار أحد هذه الاتجاهات.
* شهدنا في السنوات الأخيرة طفرة أفلام أميركية تعارض الإدارة السياسية الحالية. هل تعتقد أن في عالمنا العربية حرية كافية للتعبير تمكننا من تنفيذ أعمال بهذه الجرأة؟
- طبعا لا. إلا أنه، حتى في أميركا، فحرية التعبير ليست مطلقة. فعندما تنفذ فيلما يعارض جوهريا الإدارة السياسية، خصوصاً في شؤون الشرق الأوسط، فمن الممكن ألا يشاهده أو يشتريه أحد. إلا أنه في كل الأحوال، من الصعب أن يزدهر الفن من دون حرية، وإنا في العالم العربي فعلا بحاجة إلى الفن في عملية التغيير والتنوير، فمن المفروض أن يعطى للفن حرية أكثر، وأن يتحلى الفنانون بروح المسؤولية، حتى لا تستغل الحرية لأسباب تجارية محضة.
* كيف يمكن أن يساهم الفن في تغيير وتنوير المجتمعات؟
- ممكن أن يثير الفن جدلا كبيرا، خصوصاً عندما يطرح مشاكل وقضايا اجتماعية وسياسية. ففيلم يتحدث عن عمالة الأطفال مثلا يثير النقاش، فتطرح عندها وجهات نظر مختلفة لحل هذه المشكلة.
* الإنتاج الدرامي التلفزيوني السوري عرف تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، بينما بقيت عملية الإنتاج السينمائي ضعيفة، وشبه معدومة. ترى ما هي الأسباب؟
- للأسف لا يوجد في سوريا إنتاج سينمائي حقيقي. فهناك فقط المؤسسة العامة للسينما، وهي تابعة للقطاع العام، وتنتج سنويا فيلما واحدا أو فيلمين، وهذا مخجل حقا للمجتمع السوري. ولتكثيف الإنتاج، نحن بحاجة لتشجيع القطاع الخاص على الدخول في هذا المجال، مع الدعم الحكومي. كما أننا بحاجة إلى تحسين صالات العرض في دمشق. فالمجتمع الذي توجد فيه الفنون والأفلام والثقافة، يصبح مجتمعا معتدلا وسطيا وقادراً على مناقشة قضايا عدة. فالسينما لم تعد مشروعا ترفيهيا استثماريا محضا، إنما أصبحت مشروعا تربويا وتنمويا متكاملا.
* لقد شاركت حديثاً ببطولة مسلسل مصري. ترى ما الذي يضيفه التعاون العربي إلى الإنتاج الدرامي، وما صحة ما يقال عن محاربة المصريين لزملائهم من غير المصريين؟
- المحاربة موجودة أحيانا حتى بين الزملاء في البلد نفسه، ولكن ذلك لم يحصل معي في مصر. فأنا تلقيت دعما وتشجيعا من كبار الفنانين المصريين والصحفيين، ولم أكن يوما ضحية. وبالعودة إلى الكلام عن التعاون العربي، فهو من سنن التطور الآن، ومن الطبيعي أن نشهد تعاونا، ليس فقط على صعيد الإنتاج التلفزيوني، وإنما المسرحي والسينمائي أيضا.
* كيف ترى وضع الممثل العربي مع ضعف النقابات الفنية، وغياب الضمانات الحياتية؟
- حرام أن الممثل السوري لا يتمتع بأية ضمانات، خصوصاً أننا نمثل كل اللقطات الخطرة بأنفسنا، وأنا شخصيا تعرضت لحوادث كثيرة، حمتني خلالها الإرادة الآلهة. إلا أننا جميعا معرضون للخطر، كوننا نحرص على المصداقية مع الجمهور وعلى تمثيل جميع اللقطات بأنفسنا، ومن دون الاستعانة بأحد. لذلك تبقى الضمانات المتوفرة للممثلين في أماكن التصوير فقيرة جدا، والنقابة في حال وقوع حادث ما، تكتفي بإرسال باقة ورد، ودفع خمس وسبعين بالمائة من فاتورة المستشفى.
* في ختام اللقاء، كلمنا عن أعمالك المستقبلية؟
- أنا أحضر حاليا فيلما يبدأ تصويره في شهر فبراير/ شباط المقبل، وهناك أيضا مسلسل جديد في مصر لا زال قيد التحضير.