من لايتمى ان يكون مثل نور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
شاب يحكي قصه اخته قائل
هذه حكاية أختي نور أحببت أن أنشرها حتى تكون قدوة حسنة لنا جميعا وأن يكون الهدف الأهم لنا هو مرضاة الله تعالى وملاقاته بوجوه ناضرة بإذن الله تعالى
أختي نور فتاة إبتلاها الله سبحانه وتعالى منذ أن ولدت بمرض التشوه القلبي الخلقي الإزرقاقي وفي حالتها خاصة لم يكن هناك أي عملية جراحية ممكن أن تجرى لها وبالتالي عاشت 16 عاما وهي تعاني من هذا المرض.
وليس هذا فحسب بل اكتشف الأطباء بأن هناك أمراضا أخرى تعاني منها ومنها ما يتعلق بالسمع والنطق ومنها ما يتعلق بألام الظهر والمفاصل وكانت أختي نور بريئة جدا ومسلمة أمرها لله الواحد القهار الذي لا يدوم إلا وجهه وكانت بداية تعلمها للوضوء والصلاة على يدي بحمد الله وبدأت تصوم وتصلي وهي في سن الخامسة والحمد لله وكنت أراها بعد أن تصلي رافعة يديها الى العزيز الحكيم تدعوه بأن يشفيها وحيث أنها لا تستطيع الكلام بشكل جيد فقد كانت تدعوه وتؤشر على قلبها بيدها ، ولكن مشيئة الله لابد وأن تأتي وقال الله سبحانه وتعالى وكل نفس ذائقة الموت وجاءت ساعة فراق أختى نور ويأبى الله إلا أن يجعلها نور فوق الأرض ونور تحت الأرض ولا أقول هذا الكلام إلا بما رأته عيناي حيث أن الله توفاها في يوم الجمعة الموافق 6/1/2006 وكانت الأيام العشرة الأولى من ذو الحجة (الأيام المباركة عند الله سبحانه وتعالى) وكنت وأهلي صابرين محتسبين والحمد لله وكانت مراسم الدفن وحيث أنني من دفنها وأنزلها الى القبر فسوف أذكر لكم بالتفصيل ما حصل في هذه اللحظة حملتها أريد إنزالها الى لحدها ووالله أنني لم أشعر بوزنها (علما بأنني كنت أحملها دوما على سلالم البيت حيث كان الصعود يرهقها ) ووالله كأن الملائكة تحمل معي،
وكانت تنزل إلى اللحد لوحدها وأنا أنظر وأقول سبحان الله يا نور صبرت ونلت يا حبيبتي وعندما أنمتها على الجهة اليمنى وهممت بالكشف عن وجهها فإذا بي أرى نور يضيئ من وجهها وكأنه القمر وابتسامة على شفتيها ووالله أدركت حينها بأنني لا أدفن أختي بل أنا أزف عروسا إلى الجنة ووالله أنها كانت بغاية السعادة وكأنها تقول لي جزاء الله عني كل خير وبارك لك بما فعلته معي بالدنيا ، وبرغم ألم الفراق الذي أصابني والله أنني في تلك اللحظة شعرت بسعادة غامرة وقلت لأختي رحمها الله اسبقينا يا أختي الى الجنة ونحن ندعوا الله بأن يحسن خاتمتنا كما أحسن خاتمتك .
رحم الله نور وجعلها نور لوالديّ يوم القيامة وجمعنا بها في جنات الخلد . أرجو أن تكون حكاية أختي نور عبرة وصحوة لكل غافل وأن يعلم بأن الحياة الدنيا فانية وأن الأخرة هي دار القرار أصلحنا الله وإياكم وتاب علينا وعليكم وسامحوني إن أطلت عليكم بالحديث
م ن ق و ل