لقد اعتمدت الأفلام الهندية منذ بدايتها على اظهار الألوان الزاهية والمناظر الطبيعية الخلابة ، وفي بداية تاسيس السينما الهندية في الثلاثينات ، كانت اكثرية الافلام تصور في منطقة كشمير ، وذلك لجمال الطبيعة فيها ، ولكونها تحتوي على مناظر خلابة وارض خضراء وجبال شاهقة ومياه تنحدر من الجبال لترسم لوحات خيالية تبهر المتفرج .
ولقد استمر تصوير الافلام في كشمير حتى منتصف الستينات ، ولاسباب سياسية وامنية معروفة ، وخاصة النزاع على المنطقة بين الهند وباكستان ونشوب حرب في بداية السبعينات ادى هذا كله لصعوبة العمل والتصوير هناك ، واضطر القائمين على السينما الهندية في البحث عن المكان البديل للتصوير فيه .
وكانت الفكرة هي ايجاد مكان بديل يشبه طبيعته لمنطقة كشمير الجبلية .
سويسرا بدلا عن كشمير !
لقد تم تصوير اول فيلم هندي في سويسرا عام 1964 وهو الفيلم الاسطورة "سانغام" "Sangam" للنجم الاسطوري راج كابور .
ومن الافلام المشهورة ، فيلم “Dilwale Dulhania Le Jayenge” بطولة : شاروخان وهو أشهر فيلم ُصور في سويسرا في عام 1995 .
واحدث فيلم تم تصويره هو فيلم “Asambhav” اسامبهاف الذي صدر حديثاً بطولة : ارجون رامبال ، نصرالدين شاه ، بريانكا شوبرا ، وهو أول إنتاج لبوليوود يتم تصويره في منطقة لوكارنو السويسرية، وقد تم عرضه في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي .
(سانغام) بطولة : راج كابور ، فيجنتي مالا ، راجندرا كومار (1964)
Dilwale Dulhania Le Jayenge بطولة : شاه روح خان ، كاجول ، امريش بوري 1995
منذ اكتشاف صناعة السينما الهندية لسويسرا في الستينات من القرن الماضي، تم تصوير المئات من الأفلام فيها. وتشمل أشهر المواقع التي يلجأ إليها المخرجون لتصوير مشاهدهم مناطق برن العليا والمنطقة المحيطة ببحيرة جنيف.
هذا وقد أزداد لجوء منتجي الأفلام الهندية إلى سويسرا في فترة الثمانينات إثر اندلاع الحرب وتواصل أعمال العنف في منطقة كشمير المتنازع عليها.
فقد وجدوا في مناظر البلاد الجبلية الخلابة خلفية ًمناسبة ورائعة لمشاهد الرقص والغناء – التي تعد جزءا لا يتجزأ من أي فيلم هندي - والتي اعتادوا في السابق على تصويرها في منطقة كشمير.
جميلة .. وصغيرة!
تبدو أهمية هذه الخلفية الطبيعية من خلال حديث السيد ن. رامجي، وهو مدير لوكالة سفريات هندية تتولى مهمة تنظيم رحلات التصوير للأفلام الهندية في سويسرا.
فهو يقول إنه خلال فترة عمله في تلك الوكالة تمكن من تنظيم 160 رحلة إلى سويسرا.
ويضيف: \"لدى سويسرا مناظر طبيعية عظيمة، وجمال البلاد يتمثل في كونها صغيرة. فأنا أستطيع أن أكون في منطقة وأصل إلى الثلوج خلال 90 دقيقة، أو اذهب إلى بحيرة جميلة خلال نصف ساعة. إذن من الناحية اللوجيستيه هي حلم بقدر ما هي موقع أسطوري\".
ازدهار سياحي!
تحول سويسرا إلى موقع تصوير للأفلام الهندية عاد عليها بالكثير من الفوائد. فالمشاهد المتكررة لمناظر سويسرا الطبيعية الخلابة في تلك الأفلام روج لها، وأدى إلى استقطاب وجذب السياح الهنود إليها.
وتوضح السيدة سيلفيا دي فيتو من منظمة \"السياحة في سويسرا\" قائلة \"جاء إلى سويسرا العام الماضي نحو 200 ألف زائر من الهند، وقد تزايدت أعداد الزوار منها على مدى الأعوام الماضية بمقدار 5%\".
وتتوقع السيدة دي فيتو أن تشهد أعداد السياح الهنود ارتفاعا في المستقبل يصل إلى 20%. لذلك، عمد مسؤولو السياحة السويسريون إلى مضاعفة جهودهم لجذب المزيد من منتجي الأفلام الهندية إلى سويسرا.
على سبيل المثال، نشرت منظمة \"السياحة في سويسرا\" منشوراً دعائيا بعنوان \"سويسرا لنجوم الأفلام\"، تم تصميمه خصيصاً لصناعة السينما الهندية.
كما تنشط لجنة السينما السويسرية، الممولة من الحكومة الفدرالية والتي تساعد أطقم التصوير السينمائية على استخدام سويسرا كخلفية لمشاهد الأفلام، في اجتذاب أشهر المنتجين في بوليوود إلى البلاد.
بقي أن نشير إلى أن سويسرا ليست المستفيدة الوحيدة من صناعة بوليوود الهندية. فهي تواجه منافسة حامية الوطيس من دول أخرى كايرلندا ونيوزيلندا وبريطانيا ورومانيا. ليس هذا فقط. بل إن إقليم كشمير يحاول هو الأخر استعادة موقعه من جديد على خارطة الأفلام الهندية.
ولذا لم يكن من المستغرب أن يطالب السيد رامجي سويسرا بأن تضاعف مجهوداتها في جذب المنتجين الهنود، حيث يقول: \"نحن لا نتطلع إلى الكثير، لكن القليل من المجاملات يمكن أن يفيد كثيرا